القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة حمزة من كتاب استكشاف ما وراء الذات الذات

كتاب استكشاف ما وراء الذات (قصة حمزة)



الفصل الأول

في مطلع شمس يوم مشرق، في إحدى القرى ليست بالريفية المطلقة ولا بالصناعية أو حتى ضمن طائفة القرى الذكية المتحضرة، حيث اعتاد الناس علي مزاولة المهن المختلفة البسيطة والغالبية العظمى كانت معتمدة علي الزراعة كحال أغلب القرى في ذلك العصر، القليل من السيارات والمركبات والكثير من الحيوانات هذا ما كان يراه حمزة وهو جالس علي مسطبة منزل أحد الجيران المقابل لمنزله، علي الرغم من أنها تبعد فقط المتر والنصف من باب منزله إلا أنه لم يكن يشيح بنظره عن الباب فهو نقطة الأمان بالنسبة له، فعندما يري أو يسمع أو حتى يشعر بعدم الراحة كان يهرول مسرعا إلى باب المنزل يظل ممسكا بالباب لا يحكم إغلاقه بل يترك بضعة سنتيمترات تمكنه من مراقبة الأجواء فعندما يزول الخطر يعود حيثما كان سابقا، كان يفعل ذلك باستمرار وذلك لتعدد مصادر الخوف لديه، كان يخاف من كل شيء وأي شيء يصدر ضجيجا أو أي صوت مرتفعة، كذلك الأشياء الأكبر منه حجما، كان طفلا لم يتعد طوله المتر تقريبا، وهذا ما يجعل كل الأشياء أو أغلبها أكبر منه حجما، كان يخاف الناس كثيرا تحديدا من هم خارج أسرته، كلما خرج ليجلس علي تلك المسطبة لا بد من أن يتأكد أنه لا يوجد أحد من الكبار خارجا، وذلك لأنهم يتعاملون بصخب وعنفوانية شديدة في ملاعبة الأطفال، تسليتهم كانت مقتصرة علي اللعبة الشهيرة والتي فالغالب قد تمت ممارستها علي أغلب الأطفال، وهي أن يمسك أحدهم بالطفل من أسفل ذراعه ويلقيه إلى أعلي قدر ما يستطيع الإطاحة به ثم ينتظر هبوطه مرة اخري ويعيد الكرة، كان حمزة شديد الفزع من المرتفعات لا سيما بسبب ضآلة حجمه، وقوة الكبار في الإطاحة به عاليا، وذلك كان يتطلب قوة وشدة في إمساك الطفل، مما كان يؤلمه أيضأ، هو صاحب الخامس سنوات لم يكن رضيعا حتي يكون خفيف الوزن مما يسهل حمله ورميه عاليا.
ذات يوم في نهاية وقت الظهيرة وبداية وقت المساء بينما كان جالسا علي المسطبة رأي شيء ضخم جعله ينخرط فالبكاء
آلة عجيبة وضخمة جدا، ولها صوت مرتفع جدا تهز الأرض من حولها، أغلب القرى لا تملك سوى طريق واحد فقط مهيئ لسير المركبات فيه كما اعتدنا القول "طريق مسفلت" كانت الطرق ترابية مكونة من طمي جاف وتربة صلبة، وذلك ما جعل المركبة تحدث جلبة، ناهيك عن أن عرض الشارع لا يتجاوز الثلاثة أمتار.
هذا اليوم لا يستطيع الصبي أن يخرجه من ذاكرته إلى الآن، وهذه الآلة لا تزال تذكرة بالموقف المشؤوم إلى الآن ، وهي "الجرار الزراعي"
كان حمزة يدعوها دبابة وذلك لأنه قد شاهد العديد من الأفلام الحربية التي تحكي نصر أكتوبر وغيرها، ولن علاقته بالعالم الخارجي لم تكن وطيدة فكان يستكشف القليل فقط الذي يقع تحت ناظره، فيعطي الانطباع الأولي علي الأشياء من ناتج مخيلته وطريقة نظرتها لها، وكذلك اختياره المسميات فكثير ما كان يطلق علي الأشخاص مسميات خلاف أسمائهم الحقيقية، وذلك ليس تحقيرا منهم إطلاقا، بل هذا الاسم هو ناتج عن الشعور الذي أحسه تجاه هذا الشخص، والمشكلة المترتبة علي هذا أستشعرها حمزة في أحد الأيام عندما قابله شخص من الجيران وهو علي علاقة بأهل حمزة، وقام بشراء بعض الحلوي له، وكان من عادة الصبي أن يخبر أهله بأدق التفاصيل من وقت خروجه من المنزل قاصدا المسطبة أو الجلوس أمام الباب إلى حين عودته مرة أخرى، عندما قال والد الصبي عن اسم الرجل الذي أبتاع حمزة الحلوي، أخبره حمزة أن اسمه إسماعيل يس؛ كان اسم الشخص هو محمود، ولكن كان دائما ما يردد نكات وكلمات إسماعيل يس وأغانيه، وأحيانا يمثل طريقة كلامه في بعض الأفلام التي يشاهدها له، فكلما قابل حمزة أو أي طفل يعرفه كان يتكلم بأسلوب وطريقة إسماعيل يس معه، مما جعل حمزة يتاخد لقب اسماعيل يس علي هذا الشخص، بالطبع في ذلك اليوم قد أدلي حمزة يوسف بشكل الرجل واستطاع الوالد ان يتعرف عليه وانته الأمر بضحك الأسرة من صنيع الطفل، لكن الطفل فهم أن لكل شئ اسما خاصا به ولا يجوز أن تعطي الشخص اسما مختلفا نتيجة حكمك الشخصي عليه أو لأنه يذكرك بشئ معين، يجب عليك احترام شئون الآخرين مهما كانت صغيرة.
ربما يكون الاستنتاج ضيق بعض الشيء، وذلك بسبب صغر الصبي وعدم إدراكه الكامل لقوانين الحياة، لكن على صعيد آخر ونظرة أوسع ربما ذكرني هذا بالعديد من المواقف والأشخاص الذين صرفت لهم مسميات وألقاب، وربما صفات ساخرة لأنني اعتمدت على من منظوري الشخصي فقط لهم، هنا تكمن مشكلة الانطباعات الأولية،، والتي تختلف من شخص لآخر وذلك يرجع لاختلاف الفكر والثقافة للبشر حتى الذين يعيشون في مدينة واحد، أو مجمع سكني واحد، ويصل الاختلاف إلى أبعد من ذلك، إلى حتى من يعيشون في بيت واحد وتتشارك غرفة واحدة، وربما نفس الوسادة.
لأننا جميعا نملك ادراك وتمييز مختلف حتي لو حصلنا علي نفس الاسلوب التربوي أو المنهج التعليمي ، فاغلبنا حصلتعلي نفس المنهج الدراسي والفرصة التعليمية لكن لسنا جميعا في نفس المكان ، هناك من ترك التعليم من الاساس ، وهناك من أكملت جميع المراحل التعليمية ويتشاركون نفس المقعد أو الكرسي في الفصل لكن؛لم يحصل الاثنين علي نفس الدرجة العلمية أو نفس الوظيفة . 
ادراك ورؤية العالم من حولك هما المفتاح الحقيقي للنجاح ، وعلي غرار ذلك فإنه في يوم من الأيام بعد التحاق حمزة بالمدرسة ، قص المعلم عليهم قصة عجيبة ، وكانت المره الاولي التي يحصل فيها حمزة علي قصة منطقية أبطالها بشر حقيقيين ،عوضا عن ما كان يسمعه من قصص الاشباح اصحاب السبعة أرجل ، و جنية الأطفال ، والتي كانت تدفعه لتبليل فراشه في كل ليلة أو عدم قدرته للخروج من المنزل بعد غروب الشمس حتي أو اضطر لذلك . 
بدأ المعلم سرد القصة قائلا : كان هناك بعض الاصدقاء الذين قرروا الذهاب في زيارة للصحراء الشرقية للاستكشاف ،وضل الصديقات طريقهم بالصحراء ومع مرور الوقت الذي قضاه الصديقان بالبحث عن طريق الرجوع ،شعرا بالظمئ الشديد ؛ بعد بحث طويل عن الماء وجدوا بئر علي عمق مترين من سطح الارض، وكانت المشكلة في عدم وجود حبل لإسقاط الدلو فيه ، ربما لأنه كان قديما منسوب الماء مرتفع فما كان هناك حاجة للحبل وبمرور الوقت ما جزء منه ، فكان صنيع احد الاصدقاء ان جلس علي الارض ينتظر النهاية ، بينما الآخر قد نظر أيضأ الي الارض ولكن ليس للنحيب بل ليري حذائه ويستخرج الرباط منه ويستخدمه كحبل لإنزال الدلو . 
لا أخفيك سرا ، حمزة أقتصر إعجابه بفكرة رباط الحذاء وكل ما كان ينويه هو تقليد هذا الصنيع حتي أنه لم يهتم باختلاف الزمان والمكان بل أراد التقليد فقط لأنه رأي فكر جديد وعبقري فاراد تقليده . 
اما الشخص العاقل فقد توصل الي حقيقة الأمر وان الطريقة التي تنظر بها للأشياء  
هي فالحقيقة التي تعطيها الحياة ، وتنتقل من مستوي ضيق محدود من الخيارات الي عدد لا نهائى من الاحتمالات ، ربما حدث وقرا أغلبنا كتاب معين يعكس فكرة محددة ؛لكن تجد شخص استغل فكرة هذا الكتاب في بدا نشاط او مشروع معين وحقق نجاح ساحقا غير مسبوق ، ربما حتي مؤلف الكتاب لم يتوصل له ، بينما الكثير يكتفي بالنهاية السعيدة التي قرأها وطاقة النشاط والحيوية التي امتصها من العبارات دون جدوي أو فعل يكون قائم علي ما تعلمه . 
كان حمزة دائما ما يستنكر المشاهدة التي يراها في التلفاز كتلك التي تحدث في غرفة الطبيب النفسي ، عندما يخرج صورة غريبة بعض الشئ لا هي لمكان أو شخص أو حتي جماد ، بل كانت مجموعة من الخدوش والتعاريج ويسال الشخص الذي يعاني من مشكلة ما عن ما يراه في هذه الصورة ، الغريب فعلا هو اجابة الشخص ، فبدل من ان يقول انها مجرد خربشة او خطوط ليس لها معني كان يجيب انها سكين او دماء ، والاخر كان يقول اري امي او ابي . 
كان هناك الكثير من الاجابات ولا زالت الصورة واحدة ، هذا ما كان يسمي باختبار ادراك الشخص ومعرفة الطريقة التي ينظر بها للواقع ، ويسهل من خلال سماع احابة الشخص معرفة شخصيته او منهجه فالحياة ، حمزة ليس خبير في علم النفس ولكنه كان قادرا علي معرفة تلك الامور مع تقدمه العقلي الذي ينمو مع توالي الاعوام . 
 
 

                  الفصل الثاني  

كان حمزة يري القرية علي انها مكان مغلق ملئ بالدفئ والامانة علي الرغم من محدودية اختلاطه وانسجامه مع البيئة ، ربما الذي كان يشعره حقا بالامانة هو معرفة ان هناك من يقف بجانبه هناك ملجئ ومكان يعود اليه كلما شعر بالخوف والهلع ، بالطبع كان ذلك المنزل الذي عاش فيه مع اسرته الكبيرة المكونة من اعمام وعمات تحت سقف بيت واحد كبير يطلق عليه اسم بيت العائلة ، وهو اسم علي مسمي  
ربما كان حمزة محظوظا بعائلة كبيرة ودوده ،علي خلاف اغلب الاطفال الذين لم لم يحالفهم الحظ في العثور علي عائلة تمدهم بالقدر الكافي من الحنان والمعاملة التي لا تشعرهم بالنقص، و البعيدة كل البعد عن المقارنات او التقليل من شأن الصبي . 
 العائلة هي المصنع والمنشأ الحقيقي للانسان ، ان صلح منشاه صلحت حياته باثرها ،صحيح ان البيئة لها دور قوي وفعال ؛لكن لا يضاهي ابدا دور العائلة في انبات الاطفال ونشاتهم . 
كان هناك طفل يسمي عادل ،يسكن علي مقربة من منزل حمزة كان دائما يتردد علي محل البقالة الواقع بجوار منزل حمزة كل يوم ، والملفت في الامر انه كان يشتري الشئ ثم لم يلبس ان يعود مرة اخري للبائع لانه نسي ان ياخذ الباقي تارة،او احضر خلاف الشئ المطلوب وظل علي هذا الحال فترة طويلة حتي ان حمزة والجيران الفوا صنيع عادل واصبحوا يتناولوه بسخرية حتي ان البائع نفسه كان دائما ما يحرجه ويطلب منه ان يرجع مرة اخري الي امه ليتاكد منها عن ما اذا كان قد طلب حقا الشئ المراد ام اخطا كالعادة .
علي الرغم من رؤية حمزة لعادل طوال الوقت الا انهم لم يتناولوا اطراف الحديث مطلقا ، كان عادل يعتقد ان حمزة يسخر منه كباقي الناس وانه يراه عديم الجدوي او خائب الرجاء كما كانت تنعته امه بصوتها العريض في الشارع امام مرآي ومسمع الناس . 
بينما كان حمزة يود التحدث مع عادل او اللعب معا ان كان متفرغا في وقت من الاوقات ،وكان شديد التعجب من امر عادل فرغم السخرية والاهانة التي يتجرعها كل يوم الا انه لم يبكي قط امامه او امام الناس ؛ ولكن عندما كان يستبق حمزة النظر ويري عادل بعد شرائه وقبل عودته الي المنزل ، كان يراه جالسا في منطقة كانت مدخل بيت مهجور ، رحل اصحابه من فترة كان يسمع صوت بكائه وصرخاته المكتومة وشهقاته التي خشي حمزة ان إحداها قد تودي بحياته او تشق صدره فقد كانت تنقطع انفاسه من شدتها . 
الغريب هنا ان سبب حزن عادل والمشكلة الحقيقية تكمن في منزله ،وهذا ما اثار حيرة حمزة اذا كان البيت الذي هو فالاصل نقطة الرجوع لكل انسان بعد خيبة الامل او حالة الضعف والانهيار التي يمر بها ، والذي من المفترض ان يحتوينا ويكون انيس لنا وطبيبا يداوي ما اصابنا من جروح نفسية لا تري باعين البشر ،ولا يشعر بها الا صاحبها كيف اذا يكون هو نفسه مصدر كل هذا الالم الذي اصاب عادل ؛ والامر من ذلك الي اين من المفترض ان يذهب عادل حتي يغتسل من كل قاذورات وامراض المجتمع والعالم ، اذا لم تحتويه امه من سيحتويه اذا لم يقف ابيه بجانبه ويعزز من ثقته بنفسه فكيف سيكون عادل بار به في المستقبل . 
انقطع البكاء ومعه حبل افكار حمزة علي صوت ام عادل تصرخ : اين انت يا خائب يا من لا يصلح لفعل شئ 
فينهض عادل مسرعا لا يري حتي حمزة الذي كان يتلصص عليه من شدة الفزع، يد تحمل ما طلبته امه والاخرتمسح ما تبقي من اثار الدمع من عينيه ، ومع كثرة الالم وزيادة البكاء لم تكفي يده الصغبرة لتمح كل هذا الأسي فيسقط عادل علي الارض وقد اصبح حال الاشياء التي حصل عليها لامه كحال قلبه منفطرة ومحطمة ، فتخرج امه اخيرا بعد ان رات هذا المنظر مسرعة ، وهنا ينظر حمزة الي هذا المشهد الاليم الذي ظن انه سيزول بعد ان تحمل الام ابنها وتحن عليه وتمسح ما به من تراب وغم ؛ ولكن ما حصل كان من اشنع الاشياء التي شهدتها اعين الصبي الصغير  
فما كان من الام الا انها اخذت تعاقب وتلطم عادل بسبب اتلافه للطعام الذي طلبته مع ضجيج ممزوج ببكاء الطفل وصراخ الام بقول :-جعلتنا فرجة للناس حتي اغلقت باب المنزل لتكمل ما بداته من معاقبة الصبي . 
لا يتذكر حمزة ان راي عادل مرة اخري ، في الغالب كان حمزة يتجاهل الوقت الذي كان يعلم ان عادل يذهب فيه الي الدكان حتي لا يراه فيتذكر ما حدث . 
في مثل هذا المسالة يقف الجميع صامتا لا احد يتدخل بين ام وابنها ، وربما تسمع البعض يقول : احسن دعوها تربيه وتنصحه  
ظهرت لدي حمزة نية بائته وامنية يتمني ان تتحقق ،وهي ان يكون هناك اختبارات ابوية وامومة لكلا الوالدين تحت اشراف الدولة ، ويتم منح رخصة او شهادة لمن يجتاز هذا الاختبار ان ه قادر علي الانجاب وتربية اطفال اصحاء نفسيا . 
بالطبع هذا يعكس سذاجة الطفل ولكنها امتية صادقة لما راه من معاناة وتنمر لصديقه عادل . 
 
-الحكاية من منظور اخر : 
توفي والد عادل من مقربة شهرين وكان رجل بسيط الحال موظف حكومي لا يملك سوي مرتبه الذي بالكاد يسد احتياجات المنزل و، وعدد ساعات العمل كان يحرمه من توفير وقت اضافي يمكنه من مزاولة حرفة اخري او نشاط معين يكون مصدر دخل اضافي لهم ، وبعد وفاته لم يترك سوي معاش ضئيل جدا لا يغطي مصاريف تعليم عادل ،مما دفع الام الي شراء ماكينة خياطة حتي تتمكن من سداد تكاليف المعيشة ، وهذا ما كان يدفعا الي الصراخ دائما في وجه عادل ،كانها كانت تنفس عن غضبها او تشكي سوء حالها ، فما كانت هذا الصرخات او القسوة الا طريقة لجعله يدرك الامر بسرعة تدفعه ليكبر وينضج حتي وهي تعرف ان هذا مجرد طفل لن ينمو اسرع بفضل هذه الكلمات اللاذعة . 
بعد ان اخبرت ام حمز ابنها بذلك بات في حيرة من امره ، ايهما مخطئ فلقد تعاطف مع الام كعاطفته مع عادل او اكثر درجة حتي ،الا انه فضل نسيان الامر وعدم التدخل في تصرفات الناس والحكم عليها ،فهذا ليس من حقه كما انه من الصعب معرفة الدافع الحقيقي وراء تصرفاتهم ،فوراء كل عمل ظاهر يقبع دافع وضغط نفسي خفي لا يظهر الا لصاحبه ولا يربك الا من به مرض. 
 
لو اردت الحقيقة فعليك سماع كلا الطرفين ،وتذكر دائما ان "نصف الحقيقة هو مجرد كذبة" ، في النهاية ام عادل ليست مستبدة وقاسية بالدررجة التي تصورناها، هي فقط لم تتحمل الضغط ولم تجد من يمد يد العون لها ، وان كان عادل قد استطاع تفريغ ما بداخل علي شكل صيحات وقطرات دمع من عينيه ،الا ان ام عادل ليست قادرة علي فعل المثل .
سوف ادع لك الحكم في هذا المسئلة ، وتذكر لن نحكم علي احد انه مخطئ بل اريد ان اسمع تعديلا لما جري ، او سيناريو مختلف تستطيع في الحصول علي حياة افضل للام وابنها . 
 
 من السهل علينا الحكم وقول العبارات القاسية علي الاخرين ،حتي دون ان نعلم حقيقة الامر ولو انك كنت المخطئ فلا اعتقد انك تود سماع تلك العبارات  
فلما لا نفعل الاتي كلما شعرت بثورة غضب علي فعل احدهم ، عليك ان تسجبل كل ما تود اخباره به وتترك التسجيل الي حين كنت انت المخطا في امر ما ، ثم قم بسماع هذا التسجيل وستعرف حقيقة شعور الشخص الذي امامك . 
كون الشخص مخطئ في امر ما وربما قد حدث دون قصد منه،لا يجعله آثم او مختل ؛ كلنا نخطئ لا عيب في ذلك .
أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات